ما هي أساسيات تصميم المواقع الإلكترونية؟

هل تعلم أن ثلاثة أرباع المستخدمين يحكمون على مصداقية الشركة من خلال تصميم موقعها الإلكتروني؟
نعم، التصميم ليس مجرد زينة، بل هو جوهري لبناء الثقة مع زوارك وتحويلهم إلى عملاء مخلصين.
لهذا السبب، جمعنا لك خلاصة خبراتنا في دليل مبسط يغطي كل شيء من أساسيات تصميم المواقع حتى الأمور المتقدمة.
سنعرفك على طرق مجربة لاختيار الألوان المناسبة، وكيفية ترتيب المحتوى بشكل يسهل التصفح، والتأكد من أن موقعك يعمل بشكل مثالي على جميع الأجهزة.
ستتعلم أيضًا كيف تصمم موقعاً يعكس هوية شركتك ويجذب الزوار للتفاعل معه.
فلنبدأ سويًا هذه الرحلة في أساسيات تصميم المواقع لنجعل موقعك ليس فقط ممتعًا ولكن أيضًا مثمرًا ومفيدًا!
ما هو مفهوم المواقع الإلكترونية ؟
المواقع الإلكترونية هي مجموعة من صفحات الويب المترابطة التي تعمل معًا لتوفير محتوى أو خدمة على الإنترنت.
يتم تخزين هذه الصفحات على خادم (Server)، ويمكن لأي شخص الوصول إليها من خلال المتصفحات مثل جوجل كروم أو سفاري.
فكر في المواقع الإلكترونية كواجهة رقمية لأي شركة أو مشروع، فهي أشبه بواجهة المحل أو بطاقة تعريف.
إذا كنت تمتلك مشروعًا أو فكرة، فإن إنشاء موقع إلكتروني بسيط وجذاب يمكن أن يكون خطوتك الأولى للوصول إلى جمهور أوسع.
ما هو تصميم المواقع الالكترونية ؟
تصميم المواقع الإلكترونية هو ببساطة إنشاء موقع يحتوي على صفحات وأقسام مختلفة تُصمم بناءً على الأهداف التي تريد تحقيقها من الموقع.
كل صفحة يتم تصميمها بشكل يناسب المحتوى الذي تريد تقديمه، سواء من ناحية النصوص أو الصور.
لجعل موقعك مميزًا، ستحتاج إلى استخدام لغة HTML لربط الصفحات معًا وجعل التنقل بينها سهلًا.
ولتحسين مظهر الموقع، ستعتمد على CSS لاختيار الألوان والخطوط، مما يساعد على جعل الموقع جذابًا ومنظمًا.
ما هي أساسيات تصميم المواقع الإلكترونية ؟
1.التخطيط للموقع
التخطيط للموقع هو الخطوة الأولى في أساسيات تصميم المواقع الإلكترونية.
يمكن تشبيه هذه المرحلة في أساسيات تصميم المواقع بتحديد الطريق قبل البدء في رحلة جديدة، حيث يساعدك التخطيط على تنظيم أفكارك وتحديد ما تحتاج إليه لجعل الموقع مريحًا وجذابًا للزوار.
الهدف الأساسي هنا هو إنشاء تصميم يُشعر الزائر بالسهولة والمتعة أثناء التصفح، مما يعزز من فرص بقائه على الموقع لفترة أطول.
أول شيء يجب فعله هو تحديد الهدف من الموقع.
فكر فيما تريد أن يقدمه الموقع للزوار، سواء كان ذلك بيع منتجات، تقديم خدمات، أو مشاركة معلومات.
بمجرد أن تعرف الهدف، يصبح من السهل تحديد الصفحات التي تحتاج إليها.
على سبيل المثال، قد تحتاج إلى صفحة رئيسية تعطي فكرة عامة عن الموقع، صفحة تعرض خدماتك، وصفحة تتيح للزوار التواصل معك بسهولة.
الأهم من ذلك أن يكون ترتيب الصفحات منطقياً ومباشراً، حتى لا يضطر الزائر إلى البحث طويلاً عما يحتاج إليه.
بعد تحديد الأهداف والصفحات، ركز على جعل تجربة المستخدم سلسة ومريحة.
تأكد أن الروابط والقوائم واضحة وسهلة الوصول، وأن تصميم الصفحات بسيط ومنظم. البساطة هنا هي المفتاح، فلا حاجة لإضافة تفاصيل معقدة قد تشتت الزائر.
بدلاً من ذلك، ركز على تصميم يعكس هوية الموقع ويجعل الزائر يشعر بالثقة أثناء التصفح.
قبل البدء في تنفيذ أساسيات التصميم، من الضروري اختبار التخطيط.
يمكنك رسم خريطة للموقع باستخدام الورق أو أدوات تصميم بسيطة لتحديد ما إذا كان كل شيء في مكانه الصحيح. هذه الخطوة تضمن أن الزوار سيحصلون على تجربة تصفح مريحة وسهلة دون أي تعقيد.
نصيحة بسيطة من واقع التجربة في أساسيات تصميم المواقع: عندما تخطط لموقعك، قد تجد نفسك غارقًا في التفاصيل التقنية. هنا يأتي دور أدوات مثل منصة الويب لتسهيل العملية.
بدلًا من إهدار وقتك في القلق بشأن التفاصيل البرمجية،منصة الويب تساعدك على التركيز على ما يهم حقًا: هدف الموقع، وتجربة المستخدم، وترتيب الصفحات بشكل منطقي. يمكنك رسم الخطوط العريضة بسهولة ثم تحويلها إلى واقع في دقائق، مما يجعل التخطيط والتنفيذ متكاملين بشكل سلس وبسيط.
2. المحتوى
المحتوى هو الأساس الذي يقوم عليه أي موقع إلكتروني، وهو العنصر الأهم لجذب الزوار وإبقائهم في الموقع لفترة أطول.
ببساطة، إذا كان المحتوى واضحًا ومفهومًا ويلبي احتياجات الزائر، فإنه يحقق الهدف الرئيسي من وجود الموقع. لكن المحتوى الجيد لا يُكتب بشكل عشوائي، بل يحتاج إلى تخطيط ودراسة مسبقة.
أول خطوة في إنشاء محتوى ناجح هي فهم جمهورك.
خذ وقتًا في دراسة السوق ومعرفة ما يبحث عنه الزوار وما هي اهتماماتهم.
عندما تعرف احتياجاتهم، يمكنك تقديم محتوى يُجيب عن أسئلتهم ويُوفر لهم الحلول التي يبحثون عنها بسهولة. هذا يجعل موقعك مكانًا يثقون فيه ويعودون إليه.
المحتوى ليس مجرد كلمات مكتوبة. بل يشمل أيضًا الصور والرسومات وأي وسيلة أخرى تُساعد في إيصال المعلومة بطريقة سلسة.
لذلك، حاول أن تجعل النصوص قصيرة وواضحة، مع تقسيم المعلومات إلى أجزاء صغيرة باستخدام عناوين فرعية جذابة ونقاط مختصرة. هذا يُسهل على الزائر العثور على ما يحتاجه دون أن يشعر بالملل أو الإرهاق.
3. الصور والرسومات
الصور والرسومات تلعب دورًا كبيرًا في أساسيات تصميم المواقع، لأنها ببساطة تجعل الموقع أكثر حياة وجاذبية.
كما يقولون، "الصورة بألف كلمة"، والصور بالفعل تساعد في توضيح الأفكار وإيصال رسائل الموقع بطريقة سريعة وواضحة للزوار.
عندما تستخدم الصور في موقعك، احرص دائمًا على أن تكون ذات جودة عالية وتتناسب مع موضوع الموقع. الصور الجيدة تعطي انطباعًا إيجابيًا، وتجعل الزائر يشعر بأن الموقع احترافي ويهتم بالتفاصيل.
حاول أيضا استخدام صور ترتبط بشكل مباشر بالرسالة التي تريد إيصالها، وتجنب الصور العشوائية التي لا تضيف قيمة حقيقية.
إضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الرسومات والإنفوجرافيك لتبسيط المفاهيم أو لشرح خطوات معينة.
مثلاً، إذا كان لديك منتج معقد أو فكرة تحتاج إلى توضيح، يمكن أن تكون الرسوم البيانية حلاً رائعًا لشرح التفاصيل بشكل سهل وبسيط.
هذه الوسائط تساعد الزوار في فهم المعلومات بسرعة وتجعل المحتوى أكثر تفاعلية، وهذا بالتأكيد سيجعلهم يقضون وقتًا أطول في موقعك.
4. تناسق الخطوط
ليست الخطوط مجرد وسيلة لعرض الكلمات، بل هي عنصر يضيف لمسة جمالية تضفي شخصية فريدة على الموقع، وتترك انطباعًا قويًا لدى الزوار.
بمعنى أنه إذا اخترت الخط المناسب، ستعطي لموقعك طابعًا احترافيًا وجعل الزائر يشعر بالراحة أثناء التصفح.
أول خطوة يجب الانتباه لها هي اختيار الخطوط الآمنة، وهذه هي الخطوط التي تتناسب مع جميع الأجهزة، سواء كانت هواتف أو أجهزة حاسوب.
هذا يعني أن المحتوى سيظهر بشكل صحيح ومقروء بغض النظر عن الجهاز الذي يستخدمه الزائر.
على سبيل المثال، استخدام خط آمن يضمن أن المستخدم لن يواجه مشاكل في قراءة النصوص، مما يجعل تجربته على الموقع مريحة.
عند تصميم موقعك، احرص على اختيار أحجام مختلفة للخطوط بحسب أهمية النصوص. العناوين يجب أن تكون بحجم أكبر لتمييزها عن باقي المحتوى، مما يساعد الزوار على تحديد ما هو الأهم في الصفحة.
في المقابل، النصوص العادية يجب أن تكون بحجم مناسب ومريح للقراءة. التناسق بين الأحجام والألوان يخلق تجربة بصرية مريحة تجعل الزائر يشعر بالاهتمام الذي وضع في كل جزء من الموقع.
تجنب استخدام الكثير من الخطوط المختلفة على نفس الصفحة. اختيار خط أو خطين كحد أقصى يكفي لإبراز التناغم والتناسق في التصميم.
5. ألوان الموقع
أريدك أن تتذكر عدد المرات التي زرت فيها موقعًا وشعرت بالراحة بسبب الألوان المستخدمة فيه، وكم مرة شعرت بالانزعاج من ألوان الموقع لدرجة رغبتك في مغادرته؟
الألوان ليست مجرد لمسات جمالية، بل هي عنصر أساسي في أساسيات تصميم المواقع يؤثر على شعورك تجاه الموقع منذ اللحظة الأولى.
عند اختيار ألوان الموقع، من المهم أن تعرف أن الألوان تُقسم عادة إلى ألوان أولية، ثانوية، وثلاثية.
الألوان الأولية هي الألوان الأساسية التي تُستخدم لإنشاء باقي الألوان، مثل الأحمر والأزرق والأصفر.
من خلال مزج لونين أوليين نحصل على الألوان الثانوية، أما الألوان الثلاثية فهي نتيجة مزج لون أساسي مع لون ثانوي.
كل هذه الألوان تشكل ما يُعرف بـ عجلة الألوان، وهي أداة مفيدة للغاية عند اختيار وتناغم الألوان لتتناسب مع هوية الموقع وتجعله مريحًا للعين.
لكي تختار الألوان بشكل متناغم وسلس، يمكنك استخدام بعض الأنظمة اللونية التي تعتمد على نظرية الألوان.
هنا سأقدم لك بعض الأنظمة اللونية الشائعة التي يمكن أن تجعل تصميم موقعك مميزًا وجذابًا:
نظام الألوان التكميلي: يعتمد هذا النظام على اختيار لونين متقابلين على عجلة الألوان، مثل الأحمر والأخضر. هذا النوع من التباين يعطي مظهرًا جريئًا ويجعل العناصر المهمة، مثل الأزرار أو الروابط، تبرز بشكل واضح.
نظام الألوان المتماثلة: هذا النظام يتضمن اختيار الألوان التي تقع جنب بعضها البعض على عجلة الألوان، مثل الأزرق والأخضر المزرق. هذا النظام يمنح الموقع تناغمًا مريحًا للعين، ويُعد مثاليًا إذا كنت تريد خلق جو هادئ ومريح في موقعك.
نظام الألوان الثلاثية: هنا نستخدم ثلاثة ألوان متباعدة بالتساوي على عجلة الألوان، مثل الأحمر والأزرق والأصفر. هذا النظام يضيف لمسة من الحيوية ويخلق تصميمًا مبهجًا ومتوازنًا دون أن يكون مزدحمًا أو مشتتًا للزوار.
نظام الألوان الرباعي (المربع): يتضمن اختيار أربع ألوان تقع في زوايا مربع مرسوم داخل عجلة الألوان. هذا النظام يوفر تنوعًا كبيرًا في الألوان، ولكنه يبقى متوازنًا إذا استُخدم بعناية. هذا الأسلوب يُضفي حياة على الموقع ويجعله أكثر جذبًا دون أن يفقد التناسق.
6. المساحات البيضاء
عندما نتحدث عن المساحات البيضاء في أساسيات تصميم المواقع، لا نعني بالضرورة تلك المساحات التي لونها أبيض فقط.
المساحات البيضاء هي ببساطة تلك المساحات الفارغة التي تحيط بالعناصر المختلفة على صفحة الويب، ويمكن أن تكون بأي لون يناسب التصميم العام للموقع.
الفكرة الأساسية وراء استخدام المساحات البيضاء هي خلق توازن بصري يجعل الزائر يشعر بالراحة والاستمتاع أثناء التصفح.
استخدام المساحات البيضاء بشكل ذكي يساهم في لفت الانتباه إلى العناصر المهمة في الصفحة، ويساعد الزائر على التركيز على ما يجب أن يراه أو يتفاعل معه.
مثلاً، إذا وضعت مساحة فارغة حول نص مهم أو زر معين، سيبدو هذا العنصر بارزًا وواضحًا، مما يُسهل على الزائر فهم الصفحة دون شعور بالازدحام.
أول خطوة عليك القيام بها هي تحديد الأماكن التي تحتاج إلى فواصل.
فكر في كل عنصر كمكون مستقل يحتاج إلى مساحة ليبرز بشكل جيد. مثلًا، النصوص بحاجة إلى مسافة كافية حولها لتكون مقروءة بسهولة.
هذا يعني أن تترك مساحة فارغة تجعل العين ترتاح أثناء القراءة، بدلاً من الشعور بالانزعاج بسبب التكدس.
الخطوة التالية هي توزيع المساحات الفارغة بين المكونات بشكل متوازن. المساحات البيضاء تساعد في خلق فواصل تجعل كل قسم أو عنصر يظهر بوضوح.
هذا يساهم في تحسين تجربة المستخدم، لأن الزائر سيتمكن من التنقل بسهولة بين الأقسام المختلفة دون أن يشعر بالتشتت.
عندما تُقسم الصفحة بعناية باستخدام المساحات الفارغة، يشعر الزائر وكأن كل شيء في مكانه الصحيح.
ومن المهم أيضًا أن تتذكر أن المساحات البيضاء ليست فقط للتنظيم، بل أيضًا لجعل التنقل في الصفحة أكثر سلاسة.
عندما تكون الصفحة مليئة بالتفاصيل دون فواصل كافية، قد يشعر الزائر بالضياع أو الإجهاد. بينما عندما تكون هناك مساحات فارغة كافية، يصبح التنقل بين العناصر أكثر سهولة وراحة.
7. التسلسل الهرمي البصري
التسلسل الهرمي البصري هو ببساطة الطريقة التي ترتب بها عناصر صفحتك لجعلها أكثر وضوحًا وجاذبية للزائر.
الفكرة الأساسية هنا هي تنظيم الصفحة بحيث يعرف الزائر بشكل طبيعي أين يجب أن ينظر أولًا، وما الذي يستحق اهتمامه الأكبر.
هذا التنظيم يساعدك في توجيه نظر الزائر إلى النقاط المهمة التي تريد التركيز عليها، مما يجعل تجربته أسهل وأكثر إمتاعًا.
لكي تُنشئ تسلسلًا هرميًا بصريًا جيدًا، من المهم فهم كيفية تحرك نظر الزائر عبر الصفحة.
ففي المحتوى العربي، تتحرك العين عادة من اليمين إلى اليسار، بينما في اللغات الأخرى مثل الإنجليزية، تتحرك من اليسار إلى اليمين على شكل حرف F أو Z.
لذلك، يجب عليك تنظيم محتوى موقعك بحيث يسهل على العين التنقل بشكل طبيعي، مما يساعد الزائر في العثور على المعلومات بسرعة.
ثانيًا، استخدم التباين في الألوان بذكاء.
الألوان المتباينة يمكن أن تجعل العناصر المهمة تبرز على الفور.
على سبيل المثال، يمكنك استخدام لون ساطع للأزرار المهمة مثل زر "اشترِ الآن" في خلفية هادئة. هذا التباين يُلفت انتباه الزائر ويشجعه على التفاعل.
ثالثًا، الاختلاف في الأحجام هو عامل رئيسي لجعل التسلسل الهرمي البصري فعالًا.
احرص على أن تكون العناوين بحجم كبير، بحيث تجذب الانتباه أولًا، ثم النصوص بحجم أصغر لتوضيح التفاصيل.
أيضا، استخدام التدرج في الأحجام يجعل الزائر يعرف أين يجب أن يبدأ القراءة، وما هو الأهم في الصفحة. هذا يجعل التجربة أكثر سلاسة ويضمن عدم تشتت الزائر.
هناك أيضًا مبادئ التكرار والتقارب التي تساعد في تنظيم المحتوى.
التكرار يعني استخدام نفس الأنماط أو الألوان في جميع أنحاء الموقع لجعل التصميم يبدو متسقًا ومتماسكًا. بينما التقارب يشير إلى جمع العناصر المتشابهة في مكان واحد.
على سبيل المثال، ضع جميع النصوص المتعلقة بموضوع معين جنبًا إلى جنب، وهذا يجعل الصفحة أكثر تنظيمًا وسهولة في الفهم.
وأخيرًا، يمكنك الاستفادة من قانون الثلث، وهو يعني تقسيم الصفحة إلى ثلاثة أجزاء متساوية تقريبًا.
هذا التقسيم يجعل الصفحة تبدو متوازنة وأكثر راحة للعين. عندما تقوم بتقسيم الصفحة إلى أجزاء، تضمن أن لكل عنصر مساحته الخاصة، مما يجعل التصميم يبدو منظمًا وغير مزدحم.
8. تنسيق أقسام وصفحات الموقع
عندما تدخل غرفتك في المساء، ما أول شيء تلاحظه؟ الترتيب أم الفوضى؟ نفس الفكرة تنطبق على مواقع ويب.
إذا كان الموقع الذي تزوره منظمًا وجميلًا، ستشعر بالراحة وتقرر متابعة التصفح لاستكشاف المزيد من المحتوى.
أما إذا كان الموقع فوضويًا وغير واضح، فغالبًا ستشعر بالإحباط وقد تغادره بسرعة دون أن تفكر في العودة إليه.
لذلك، تنظيم الموقع الإلكتروني في أساسيات تصميم المواقع بشكل جيد أمر أساسي ولا يمكن تجاهله.
الزوار يحبون العثور على ما يحتاجونه بسهولة، ويقدرون المواقع التي تمنحهم شعورًا بوجود تسلسل وترتيب منطقي يقودهم خلال الصفحات والأقسام.
إذا كانت الأمور غير واضحة أو غير مرتبة، ستجعل الزائر يشعر بالتشتت والإحباط، وبالتالي لن يرغب في العودة إلى الموقع مجددًا.
لهذا السبب، إذا كنت تبدأ في تصميم موقعك الخاص، حاول أن تجعل الصفحات مترابطة وواضحة، بحيث يكون التصفح سهلاً ومريحًا للعين والعقل.
الانطباع الأول يلعب دورًا كبيرًا في تجربة الزائر، ويبدأ هذا الانطباع من الجزء العلوي للصفحة الرئيسية، المعروف بـ "الشاشة الأولى".
يحتوي هذا الجزء عادة على الشعار، العنوان، وبعض العناصر الرئيسية التي توضح رسالة الموقع.
إذا كان هذا الجزء مرتبًا وجذابًا، فإنه يلفت انتباه الزائر من اللحظة الأولى ويشجعه على الاستمرار في تصفح باقي الموقع.
ولكن إذا كان هذا الجزء مزدحمًا أو غير منظم، فمن المرجح أن يغادر الزائر الصفحة فورًا دون أن يمنح المحتوى فرصة.
تشيردراسة أجرتها مجموعة Nielson Norman Group إلى أن حوالي 57% من وقت الزائر يُقضى في الجزء العلوي من الصفحة، بينما يتم قضاء 74% من وقت المشاهدة في أول شاشتين ممتلئتين فقط.
هذا يعني أن الجزء العلوي من الصفحة هو الأكثر أهمية لجذب الانتباه وتوجيه الزائر نحو المحتوى الذي تقدمه.
لهذا السبب، من المهم أن يتضمن هذا الجزء معلومات واضحة ومرتبة، بحيث يجد الزائر بسهولة ما يحتاج إليه دون أن يشعر بالارتباك أو البحث المطول.
وقد أظهرت الدراسات الأخيرة أن هناك تغييرات ملحوظة في سلوك المستخدمين عند التصفح.
أحد الأسباب المحتملة لهذه التغييرات هو زيادة حجم الشاشات واتجاهات التصميم الحديثة التي اعتمدت على تسهيل الوصول وتحسين التفاعل.
ربما لا يمكننا تحديد مدى تأثير كل عامل في أساسيات تصميم المواقع على حدة، ولكن من المؤكد أن كلا العاملين لهما تأثير كبير على كيفية تفاعل المستخدمين مع المواقع اليوم مقارنة بالماضي.
ومن الواضح أيضًا أن التحسينات التكنولوجية واتجاهات التصميم ساعدت في تطوير طرق جديدة لعرض المحتوى وجعل التصفح أكثر راحة.
قاعدة مهمة في أساسيات تصميم المواقع، هي أنه من الضروري أن تركز على التنظيم الجيد واستخدام الألوان المتباينة لجذب الانتباه إلى العناصر المهمة، مثل الأزرار البارزة التي تحتوي على دعوات لاتخاذ إجراء مثل "اشترِ الآن" أو "تواصل معنا".
مثل هذه التفاصيل الصغيرة تساعد الزوار في تحديد النقاط الرئيسية بسرعة وتجعل من السهل عليهم اتخاذ قراراتهم.
في أساسيات تصميم المواقع البساطة هي مفتاح النجاح، حيث ينبغي على التصميم أن يخدم المحتوى ويجعله سهلاً في التصفح بدلاً من أن يشتت الانتباه أو يُثقل التجربة.
9. التجاوب مع الأجهزة الإلكترونية
كم مرة فتحت موقعًا إلكترونيًا على هاتفك وشعرت بالإحباط لأن المحتوى غير واضح، أو لأن النص صغير جدًا؟ الأمر مزعج، أليس كذلك؟
هذه المشكلة بالضبط هي ما يحاول التصميم المتجاوب حلها. الهدف هو أن يكون موقعك مريحًا في التصفح، سواء كنت تستخدم جهاز حاسوب بشاشة كبيرة أو هاتفًا ذكيًا بشاشة صغيرة.
اليوم، الجميع يتصفح الإنترنت بأجهزة مختلفة، من حواسيب محمولة إلى هواتف ذكية وأجهزة لوحية.
لذا، من المهم في أساسيات تصميم المواقع أن يكون موقعك مرنًا ويستطيع التكيف تلقائيًا مع أحجام الشاشات المختلفة.
إذا لم يكن موقعك متجاوبًا، فقد يجد الزوار صعوبة في استخدامه، وهذا قد يدفعهم للمغادرة سريعًا.
وبالتالي، تصميم موقع متجاوب هو أمر لا غنى عنه إذا كنت ترغب في الحفاظ على الزوار وإبقائهم على صفحتك لأطول فترة ممكنة.
لكي تجعل موقعك متجاوبًا، يجب أن تضمن أن جميع عناصره قابلة للتكيف مع أحجام الشاشات المختلفة. يعني هذا أن النصوص يجب أن تكون واضحة وسهلة القراءة، سواء على شاشة حاسوب أو على هاتف.
الصور أيضا يجب أن تكون مرنة وتتناسب مع حجم الشاشة تلقائيًا، وكذلك الأزرار والقوائم يجب أن تكون سهلة الاستخدام بغض النظر عن نوع الجهاز.
إذا كان الموقع يبدو رائعًا على شاشة الكمبيوتر لكنه يواجه مشاكل عند العرض على الهاتف، فستفقد الكثير من الزوار، وهذا بالطبع يؤثر سلبًا على نجاح الموقع.
لتحقيق هذا، يمكنك استخدام تقنيات مثل CSS المرنة التي تساعدك على التحكم في كيفية ظهور العناصر على الشاشات المختلفة، أو استخدام أطر عمل مثل Bootstrap، وهي أدوات قوية تجعل عملية التصميم المتجاوب أكثر سهولة.
هذه الأدوات تضمن أن توزيع المحتوى يتم بشكل جيد ويتناسب مع مختلف أحجام الشاشات، مما يجعل الموقع يبدو جيدًا على أي جهاز.
ولا تنسَ أن اختبار موقعك على الأجهزة المختلفة هو خطوة أساسية في هذه العملية.
بعد أن تصمم موقعك، جرب فتحه على الهاتف، ثم على الجهاز اللوحي، ثم على شاشة الحاسوب، وتأكد من أن كل شيء يظهر بشكل صحيح وجميل.
10. سرعة تحميل الموقع
تخيل أنك في مطعمك المفضل، جالس بحماس لتجربة طبق جديد سمعت عنه الكثير. انتظرت قليلاً، ثم بدأت الدقائق تتحول إلى عشرات، وما زال الطبق لم يصل. ماذا ستفعل؟
ربما ستبدأ في الشعور بالملل، أو حتى تفكر في مغادرة المطعم والبحث عن مكان آخر يقدم خدمة أسرع.
نفس الشيء يحدث بالضبط عندما يزور الناس موقعًا إلكترونيًا بطيئًا. حتى لو كان الموقع مليئًا بالمحتوى الرائع أو المنتجات الممتازة، فإن البطء في التحميل يمكن أن يُفقد الزائر حماسه ويدفعه لمغادرة الموقع سريعًا.
سرعة تحميل الموقع في أساسيات تصميم المواقع ليست مجرد رفاهية أو ميزة إضافية، بل هي شيء أساسي لضمان بقاء الزوار واستمتاعهم بتجربة تصفح مريحة.
الزائر الذي يدخل إلى موقع بطيء غالبًا لن ينتظر طويلًا؛ سيغادر إلى موقع آخر يقدم له ما يحتاجه بشكل أسرع.
والأمر لا يقتصر على الزوار فقط، بل إن بطء الموقع يؤثر أيضًا على ترتيبه في محركات البحث.
جوجل، على سبيل المثال، تفضّل المواقع السريعة وتعطيها ترتيبًا أعلى في نتائج البحث، مما يعني فرصًا أكبر لجذب عدد أكبر من الزوار.
لذلك، إذا كنت ترغب في تحسين سرعة موقعك، هناك بعض الخطوات العملية التي يمكنك اتباعها بكل بساطة.
أولاً، ضغط الصور قبل رفعها إلى الموقع يعد أمرًا بالغ الأهمية. الصور الكبيرة يمكن أن تكون من أهم الأسباب التي تجعل الموقع بطيئًا، لذا يُفضّل تقليل حجم الصور باستخدام أدوات ضغط، حتى تحتفظ بجودتها ولكن تصبح أخف وزنًا.
ثانيًا، احرص على اختيار استضافة جيدة لموقعك. الاستضافة السريعة والموثوقة تضمن أن موقعك سيعمل بسلاسة، دون أي تأخير غير مبرر. عندما يكون لديك استضافة ذات أداء عالي، فإن الموقع سيكون أكثر استقرارًا، وسيتمكن الزوار من التصفح بسهولة وراحة.
استخدام الشبكات الخارجية (CDN) هو أيضًا خطوة مهمة لتحسين سرعة موقعك. هذه الشبكات تعمل على توزيع تحميل محتوى الموقع عبر خوادم متعددة حول العالم، مما يجعل الوصول للملفات أسرع للزوار أينما كانوا، خصوصًا إذا كانوا بعيدين عن خادم الاستضافة الرئيسي.
عند تصميم الموقع، تأكد من أن ملفات CSS تُحمل أولاً، لأن هذه الملفات تتحكم في شكل الموقع ومظهره. هذا يعني أن الزائر سيرى الموقع مرتبًا وجذابًا من اللحظة الأولى.
أما بالنسبة لـ ملفات الجافا سكريبت، فمن الأفضل أن تُحمل في نهاية الصفحة، لأن تحميلها مبكرًا قد يعطّل ظهور المحتوى الرئيسي، مما يجعل الزائر ينتظر بدون داعٍ.
من المهم أيضًا في أساسيات تصميم المواقع التأكد من أن الكود البرمجي مكتوب بشكل صحيح ومنظم. الكود الذي يحتوي على أخطاء أو غير منسق بشكل جيد يمكن أن يؤثر بشكل كبير على سرعة تحميل الموقع.
لذلك، حاول دائمًا مراجعة الكود واستخدام أدوات للتأكد من عدم وجود أخطاء.
وأخيرًا، استخدم تقنية التخزين المؤقت (Caching). هذه التقنية تعمل على حفظ بعض البيانات على جهاز الزائر، مما يجعل الموقع يُحمّل بشكل أسرع في المرات القادمة التي يزور فيها الزائر الموقع.
11. المرونة وسهولة التنقل
تخيل أن التجول في موقعك الإلكتروني يشبه تمامًا التجول في متجر مرتب ومريح، حيث تعرف بالضبط أين تجد ما تبحث عنه.
إذا أردت أن يكون موقعك احترافيًا وجاذبًا للزوار، عليك أن تضع في اعتبارك إضافة قائمة رئيسية واضحة تظهر منذ اللحظة الأولى عند دخول الموقع.
القائمة الرئيسية هي بمثابة "الخريطة" التي تُرشد الزائر وتساعده على التنقل بين الأقسام المختلفة بكل سهولة.
لذا، من المهم جدًا أن تحتوي هذه القائمة على روابط واضحة للأقسام الرئيسية للموقع، مثل الصفحة الرئيسية، الخدمات، المنتجات، والمدونة.
بهذه الطريقة، يمكن للزائر التنقل بين هذه الأقسام دون عناء. وبهذا الأسلوب، لن يشعر الزائر بالضياع أو التشتت، بل سيكون لديه فكرة واضحة عما يمكن أن يجده وأين.
أيضًا، من الجيد أن تحتوي هذه الأقسام الرئيسية على صفحات فرعية تندرج تحتها، وذلك لتقديم مزيد من التفصيل لكل قسم.
مثلاً، إذا كان لديك قسم مخصص للخدمات، فقم بإضافة صفحات فرعية لكل خدمة بشكل منفصل. هذا يعني أن الزائر يمكنه الوصول مباشرة إلى الخدمة التي يريدها بنقرة واحدة فقط، مما يوفر له وقتًا وجهدًا ويعزز من راحته في استخدام الموقع.
لذلك، عند تصميم موقعك، فكر في الزائر وكأنه يتجول داخل متجر منظم. هل يعرف الزائر أين يذهب؟ هل يشعر بالراحة عند التنقل بين الأقسام؟
تأكد من أن القوائم والأقسام الرئيسية والفرعية موجودة بشكل واضح وسهل الوصول. بهذه الطريقة، ستحقق تجربة تصفح سلسة ومريحة تدفع الزائر للبقاء واستكشاف المزيد من موقعك، وربما حتى يوصي به للآخرين.
الأسئلة الشائعة
أهم النصائح لتصميم موقع إلكتروني ناجح وجذاب
استخدم تصميمًا بسيطًا ومريحًا للعين، وضمان سهولة التنقل مع ألوان متناسقة وتقديم محتوى واضح ومباشر يلبي احتياجات الزوار.
كيف تبني موقعًا إلكترونيًا متجاوبًا يناسب جميع الأجهزة؟
لكي تبني موقعًا إلكترونيًا متجاوبًا يناسب جميع الأجهزة، استخدم أطر عمل مثل Bootstrap وتأكد من أن العناصر مرنة وتتكيف تلقائيًا مع أحجام الشاشات المختلفة لضمان تجربة سلسة على جميع الأجهزة.
كيفية تحسين موقعك الإلكتروني ليتصدر نتائج البحث (SEO)
لتحسين موقعك الإلكتروني ليتصدر نتائج البحث (SEO)، استخدم كلمات مفتاحية ذات صلة، احرص على سرعة تحميل الموقع، وتقديم محتوى ذو جودة عالية يجذب الزوار ويزيد من مدة بقائهم.
أخطاء شائعة في إنشاء المواقع الإلكترونية وكيفية تجنبها
من الأخطاء الشائعة تجاهل سرعة التحميل وصعوبة التنقل؛ تجنبها عبر ضغط الصور واستخدام تصميم بسيط وسهل التصفح.
كلمة أخيرة
كما وعدناك، لقد قدمنا لك الأدوات الأساسية والنصائح المتقدمة لتصميم موقع إلكتروني ناجح.
نصيحة خاصة لا تنساها: احرص دائمًا على اختبار تجربة المستخدم بنفسك ومن خلال مستخدمين آخرين قبل الإطلاق الرسمي.
هذا سيكشف لك جوانب قد تحتاج إلى تحسين ويضمن أن موقعك يخدم نوايا واحتياجات زواره بكفاءة.
تذكر، الموقع الذي يوفر تجربة مستخدم ممتازة يكون أكثر قدرة على التحويل من مجرد زيارات إلى عملاء دائمين.
هل لازال لديك أي استفسارات أو تحتاج إلى مساعدة إضافية في مشروعك؟
لا تتردد في الاتصال بنا في أي وقت. نحن هنا لمساعدتك ودعمك، ومتحمسون لرؤية أفكارك تتحول إلى واقع.
شكرًا لثقتك بنا، ونتطلع دائمًا لمواصلة هذه الرحلة معك!